شيماء المديرة
عدد المساهمات : 112 تاريخ التسجيل : 30/11/2010 العمر : 32
| موضوع: بحث حول أهمية العقل وكيفية الحفاظ عليه من الكتاب والسنة للسنوات الثانية ثانوي الأربعاء ديسمبر 01, 2010 11:09 pm | |
| وهذا بحث للسنوات ال2 ثانوي في العلوم الشرعية
[size=18] [b][u]«مقدمــــة» هذه دراسة متواضعة لموضوع العقل، وفق المفهوم الإسلامي السلفي، مع مناقشة موضوعية يسيرة للمفهوم المعتزلي والفلسفي داخل دائرة التراث الفكري الإسلامي، فالهدف هو توصيف الفكر الإسلامي، الذي بينه الإسلام، وخاطبه القرآن الكريم، بمعزل عن الجدل المنطقي والفلسفي ، حول ماهية العقل وأقسامه وأنواعه. مفهوم العقل: العقل هو جزء من الشرع، و عليه فان من لا عقل كاملا له لا شرع له ، ومن لا شرع كاملا له كمن لا عقل له . الشرع: هو كل ما ورد في كتاب الله وسنة رسول الله. يدور المعنى اللغوي لكلمة «عقل» في أغلب المعاجم العربية وغير العربية حول معان، هي: الربط، والضبط والإمساك، والحفظ ، وهذا هو المعنى الحسي المادي للكلمة ، وكثير من جزئياته تتوفر في العقل البشري، فهو يحفظ صاحبه، ويمنعه مما يضره، وبه يضبط أموره ويفهمها، ويميز بين السقيم والسليم .وقد تعددت التعريفات الاصطلاحية للعقل تعدداً كبيراً تبعاً لكثرة المتحدثين في ذلك من الفلاسفة وأهل الفرق المختلفة ، فجاء كل تعريف حاملاً معتقد قائله، ومن أشهر تعريفات العقل أنّه : 1 ـ «قوة غريزية للنفس تتمكن به من إدراك الحقائق، والتمييز بين الأمور». 2 ـ «جوهر مجرد عن المادة في ذاته مقارن لها في فعله، وهي النفس الناطقة، أو هو جوهر روحاني خلقه الله متعلقاً بالبدن. 3 ـ «القوة المدركة في الإنسان، وهو مظهر من مظاهر الروح محله المخ، كما أن الإبصار من خصائص الروح آلته البصر». ولا خلاف في أن العقل نعمة منّ الله بها على الإنسان ليعرف حقائق الأمور، ويفصل بين الحسن والقبيـح ، ولا نستطيع إدراك حقيقتها أو كنهها وإنّما نعرفها بما دل عليها من أفعال وتصرفات، يتضح من خلالها أن هذا كامل العقل أو ناقصه أو راجحه أو لا عقل له. فما العقل؟ كان السلف يقولون إن العقل عقلان )غريزي ومكتسب). فالغريزي هو ما نسميه بالمقدرات العقلية من فهم وإدراك وفقه واتساق في الكلام وحسن تصرف، و هو مناط التكليف، فمن لا عقل له لا يكلف، ومن فقد بعض مقدراته العقلية فإنما يكلف بحسب ما بقي له منها.ويقسم فلاسفة العرب العقل إلى نوعين: غريزي، ومكتسب.. فأما الغريزي فهو العلم بالمدركات الضرورية، واستعداد النفس لتقبل النظريات واكتسابها، وهذا ما يسميه بعضهم «العقل بالملكة» وأما المكتسب أو المسموع، فهو نتيجة اكتساب النظريات واختزانها في العقل الغريزي. فالعقل الغريزي، هو الأصل الذي خلقه الله ، والمكتسب هو الفرع الذي تم ونما بوجود الأصل، فإذا اجتمعا قوى كل منهما صاحبه. والغريزي هو مناط التكليف وسببه، فإن فقد فلا تكليف، وبه سمي الإنسان عاقلاً، وتميز عن سائر المخلوقات، والمكتسب هو مكان المدح والذم، أو إن المدح والذم يقعان على أثره، «فكل موضع ذمّ الله فيه الكفار بعدم العقل فإنه يشير إلى المكتسب دون الغريزي». وهناك تقسيم آخر للعقل وهو: عقل نظري وعقل عملي ، وهذا اختلاف في التسميـة فـقـط ، أم المعنى فيتفق مع التقسيم السابق ، فالنظري يساوي الغريزي ، والعملي يساوي المكتسب وقد وردت تفسيرات وتقسيمات وتعريفات كثيرة عند الفلاسفة امتزجت بالمفهوم اليوناني الوثني، وانحرفت عن المفهوم الإسلامي للعقل، ولا يتسع المجال لحصرها هنا .والذي نخلص إليه أن العقل ملكة وغريزة فطرية مدركة وهبها الله سبحانه الإنسان وميزه بها، يستطيع عن طريقها التصديق والتصور البديهي للأمور الضرورية، وتصقل هذه الغريزة، وتتسع مداركها بما تتلقاه من علوم وتجارب في الحياة. العقل في العقيدة والشريعة: الإسلام عقيدة وشريعة، معارف وأحكام، فالعقيدة هي الرؤية الكونية التي ينبغي للمسلم الإذعان بها، كما أنّ الأحكام برامج عملية يسير على ضوئها. وقد حاز العقل دوراً متميزاً على صعيد العقائد والمعارف والأحكام ممّا يدعونا إلى تسليط المزيد من الضوء عليه، فنقول: لقد حثَّ الإسلام منذ نشوئه على التفكير والتعقّل في الكون وباطنه الذي يعبّر عنه سبحانه بملكوت السماوات والأرض، وقال أو لَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمواتِ وَالأَرضِ وَما خَلقَ اللّهُ مِنْ شَيء) وقد استأثر التفكير والتعقل مساحة شاسعة من اهتماماته، حتى بلغت الآيات التي زهت بألفاظ (الفكر)، (العقل) من الكثرة بمكان.فقد ورد لفظ(الفكر) في القرآن بمختلف صيغة ثماني عشرة مرّة، كما ورد لفظ (العقل) فيه كذلك تسع وأربعين مرّة. إنّه سبحانه زوَّد الإنسان بالتفكير والتعقّل وأعطى له الأدوات المطلوبة وأفضلها السمع والبصر، قال سبحانه: (وَاللّه أَخرجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون). والمراد من الشكر في ذيل الآية صرف النعمة في مواضعها، فشكر السمع والبصر هو إدراك المسموعات والمبصرات بهما، وشكر الفؤاد هو إدراك المعقولات وغير المشهودات به، فالآية كما تحرِّض على إعمال السمع والبصر في درك ظواهر الكون، تحرِّض أيضاً على استعمال الفؤاد والقلب والعقل فيما هو خارج عن إطار الحس وغير واقع تحت متناوله، فمن أراد قصر التعليم والتفكير على ظواهر الكون وحرمان الإنسان من التفكير فيما هو خارج عن نطاق الحس فقد خالف القرآن الكريم. فهو أشبه بالطفل الذي يقتصر بما حوله من الأشباه والصور، دون أن يستطلع ما وراءهما، فالإنسان بحاجة إلى الحس والعقل معاً بغية التحليق في سماء العلم والعرفان. العقل في الكتاب والسنة :يخاطب القرآن الكريم الإنسان بوصفه كائناً عاقلاً، متميزاً عن غيره بهذه الصفة التي من خلالها يفرق بين الخير والشر، والحق والباطل، ويعرف ما يضره وما ينفعه عن طريقها ولم ترد آية في القرآن الكريم تعين العقل وتبين ما هو، وإنّما الذي ورد في مواضع كثيرة هي مشتقات العقل، ووظيفته، وعمله، من مثل (تعقلون، يعقلون، عقلوه، تعقل...) وقد بلغت تسعة وأربعين موضعاً (12). ومن تلك الآيات: ﴿ومن آياته يريكم البرق خوفاً وطمعاً وينزل من السماء ماءً فيحيي به الأرض بعد موتها.إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون﴾ (13)، ﴿كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تعقلون﴾ (14)، ﴿وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون﴾ (15)، ﴿وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير﴾ (16)، وهناك آيات أخرى لم تذكر مشتقات العقل، وإنّما ركزت على وظائف العقل، كالتذكير، والتفكير، والنظر، والفقه، والتدبر، ونحوها، من مثل قوله تعالى: ﴿.. قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون﴾ (17)، وقوله: ﴿.. انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون﴾ (18)، وقوله: ﴿أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها﴾ (19)فالآيات هذه وغيرها تدعو دائماً إلى التعقل، أي توظيف العقل، والاستفادة منه فيما يفيد صاحبه، ولم يتوجه القرآن الكريم إلى بيان معنى العقل أو ماهيته، وإنّما كان الخطاب القرآني منصباً على توضيح أهمية العقل في كونه وظيفة تساعد الإنسان على التذكر، والتفكير، والنظر، والتدبر، ثم الخروج بنتيجة واحدة، وهي الإيمان بالله الواحد القهار، لأن العقل السليم لابد أن يهتدي إلى هذا.وورد في التفسير أن كلمة «القلب» في القرآن الكريم لها ارتباط بالعقل، كما في قوله تعالى: ﴿أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور﴾ (20)، وقوله: ﴿إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد﴾ (21). فقد فسر ابن عباس «القلب» في الآية الثانية بالعقل: وذلك لأن العقل قوة من قوى القلب وخادم من خدامه، وبه قال الليث: لأنه يعقل بالقلب فكنى عنه، وكذا قال مجاهد (22). والقلب ليس الجهاز المعروف لضخ الدم، إنّما هو اللطيفة المدركة التي وضعها الله في الإنسان، لتكون موضع أعمق الأفكار، وأصدقها، وأوثقها (23). وورد في القرآن الكريم مرادفات للعقل: كالحجْر، والفؤاد والنُهى، واللبّ، والحلم، وأسند إليها شيء من وظائف التعقل، من النظر والتفكير والذكر والتذكير، ونحوها، مما يدل على أن من اتصف بها قد اكتمل عنده العقل فأدرك حقيقة وجوده في هذا الدنيا، وفهم طبيعتها، ويستعين على هذا الإدراك بحاستي السمع والبصر، قال تعالى: ﴿والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون ﴾ (24)، وقال: ﴿ومنهم من يستمعون إليك أفأنت تسمع الصمّ ولو كانوا لا يعقلون. ومنهم من ينظر إليك أفأنت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون﴾ (25). وهذه الحواس تعضد العقل وتساعد في معرفة المحسوسات والمشاهدات في عالم الشهادة، في حين ينفرد العقل بمعرفة عالم الغيب (26). وهكذا يكون السمع والبصر طريقين من طرق التعقل التي تنتهي بالإنسان إلى المعرفة العقلية المنشودة. أما السنة النبوية الشريفة : فلم يرد فيها لفظ العقل إلا في حديث النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ إلى النساء عندما قال: «... ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن؟ قلن وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله ؟ قال: أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل ؟ قلن: بلى، قال: فذلك من نقصان عقلها أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم ؟ قلن: بلى، قال: فذلك من نقصان دينها » رواه الشيخان، واللفظ للبخاري (28) ويتداول الناس أحاديث كثيرة مفادها أن العقل أو المخلوقات و«لا أصل لشيء منها، وليس في رواتها ثقة يعتمد» (29). وقد نص ابن تيمية على أن حديث «أول ما خلق الله العقل» كذب موضوع (30)، وعلى الرغم من ذلك يصرّ أحد الباحثين (31)، على أن أحاديث العقل كلها صحيحة، لأن علماء الفقه من السنة قد بالغوا في حملتهم على أحاديث العقل، خوفاً من أن ينساق الناس خلف العقل وحده (32). ويرى أن تلك الأحاديث تتفق مع روح الآيات القرآنية، وتشرحها بطريق غير مباشر (33). ويسوق عدداً من الملاحظات يؤيد بها رأيه، ولكنها لا تستقيم في دفع الوضع، أو الضعف على الأقل عن تلك الأحاديث (34). والذي نراه أن السنة الشريفة وإن لم يصح فيها أحاديث كثيرة جاءت بلفظ العقل، إلا أنها لا تتجاوز المفهوم القرآني، فهي تجعل العقل الذي هو مناط التكليف أساساً في القيام بالواجبات والانتهاء عن المحرمات، وهذا مستفاد من حديث «رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتّى يستيقظ، والمجنون حتّى يفيق، والصغير حتّى يبلغ» (35) فالمجنون الذي فقد عقله، ولم يعد يفرق بين الصواب والخطأ، سقط عنه التكليف، وأقواله وأفعاله لا يتعلق بها حكم شرعي، ولا ثواب ولا عقاب (36). وهنا تأكيد على العقل النظري، أو المطبوع الذي يتميز الإنسان بوجوده عن سائر المخلوقات أما حديث «ما رأيت من ناقصات عقل ودين.. » فيدل على أن عقل المرأة فيه نقص عن عقل الرجل في بعض الوظائف كالتذكر ـ مثلاً ـ فالحديث يشير إلى أن شهادة المرأتين تعادل شهادة رجل واحد وقد علل ذلك بأن المرأة سريعة النسيان، فتذكرها الأخرى كما في آية الدين ﴿.. أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى...﴾ (37)، أما العقل من حيث هو مناط التكليف فلا خلاف في أنّه غير مراد في هذا الحديث، وإلا لما خوطبت المرأة بالشرع كما في حديث رفع القلم. القرآن هو المنطلق الأوّل لتنمية الفكر الإنساني: إنّ القرآن هو المنطلق الأوّل لتنمية الفكر الإنساني وحثّه على التعقّل والتفكير، فمن أراد أن يخلص للّه في العبودية بلا تحليق العقل في سماء المعرفة، فقد تغافل عن آيات الذكر الحكيم ونظائرها.قال سبحانه
يتبع [/u][/b] | |
|
شيماء المديرة
عدد المساهمات : 112 تاريخ التسجيل : 30/11/2010 العمر : 32
| |
شيماء المديرة
عدد المساهمات : 112 تاريخ التسجيل : 30/11/2010 العمر : 32
| موضوع: رد: بحث حول أهمية العقل وكيفية الحفاظ عليه من الكتاب والسنة للسنوات الثانية ثانوي الأربعاء ديسمبر 01, 2010 11:15 pm | |
|
وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاً هو أحب إلي منك، ولا أكملتك إلا فيمن أحب. أما إني إياك آمر، وإياك أنهي، وإياك أعاقب، وإياك أثيب»(17).
العقل بين منهج السلف ومنهج غيرهم:
لعلّ في حديثنا السابق بياناً للمنهج السلفي المعتدل، الذي يؤمن بالعقل مصدراً من مصادر المعرفة، ولكن لا يغالي فيه، ولا يرفعه فوق قدره الذي وضعه الله فيه، فيعرف أن هذا العقل نعمة أنعم الله بها على الإنسان، ليستعين بها على التحكم في أمور حياته، وينطلق من خلالها لإعمار الأرض التي جعله الله فيها خليفة ونعلم أن هذا العقل قاصر عن إدراك حقائق كونية، وأمور غيبية، فلا مجال له فيها، وعليه بالالتزام بالوحي السماوي. ولقد رأينا في الموضوعات السابقة أن القرآن الكريم يدعو إلى توظيف العقل والاستفادة منه في مجال الإيمان بالله وحده لا شريك له، وهذا الأمر وغيره من أمور العقيدة يعجز العقل أن يستقل بمعرفتها، فلابد من الوحي الإلهي ليهديه ويرشده.
ويتمثل موقف العقل السلفي في مجال العقيدة فيما يلي:
الاعتماد على الفطرة التي فطر الله الناس عليها، التي هي أساس الدين، لأنها تلجئ صاحبها إلى البحث عن الحق والالتزام به ﴿فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون﴾ (72)، فالفطرة تعني الإسلام كما هو مشهور في تفسير هذه الآية عند جمهور السلف (73)، فلذلك سمي الإسلام «دين الفطرة»، لأن الإنسان منذ خلقه الله مفطور على الإيمان بأن له خالقاً تجب عبادته وحده، ولكن مؤثرات البيئة تعرض له فتغير اتجاهه، وتطفئ نور الفطرة عنده، كما يدل على ذلك الحديث المشهور «كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه» (رواه البخاري ومسلم) (74)، وعندما يصيب هذه الفطرة ما يمنعها يتجلى دور الأدلة العقلية التي ورد بها الوحي في إيقاظها وتنبيهها إلى الحق، ويقف العقل أمام ما عرضه الوحي من قضايا عقيدية موقف المتلقي لها بوصفها هبة من الله، ويفهمها بقدر الطاقة البشرية، دون الإغراق في تعقل حقائقها، وتكييفها مما لا فائدة للعقل منه، بل يكون سبباً في ضلال الكثيرين (75).
أما مجال العقل في ميدان التشريع فيتحدد بما يلي:
* المعرفة الفطرية بالحسّ والقبح في الأفعال على سبيل الإجمال، أما التفصيل فمصدره الوحي، وعلى هذا يسهل تلقي التشريع الموحي به الله تعالى الذي يخاطب الفطرة المتفقة معه اتفاقاً تاماً (76).
* الاجتهاد، وهو إيجاد أحكام للقضايا المستجدة وفق ضوابط معينة من خلال دلالة النصوص الشرعية، وذلك باستخراج الحكم الشرعي من النص، ثم تطبيق هذا الحكم على الحياة البشرية، ولا يتصدّى لهذا العمل إلا المتميزون الّذين حدد السلف شروطهم وصفاتهم، فمن أهم ما يتصف به المجتهد: العلم بالعربية، والتعمق في علوم القرآن والسنة، والوقوف على التراث الفقهي والأصولي، ومعرفة مسائل الحياة العملية، وظروفها، وملابساتها، إلى غير ذلك من الشروط مما نراه مبثوثاً في كتب أصول الفقه (77).
وهنا نرى أن العق اتسع مجاله أكثر منه في ميدان العقيدة، فانطلق في باب الاجتهاد، ليوجد بعض الأحكام الجديدة، ولكن ينبغي أن نعلم أن الاجتهاد ليس عملاً حرّاً، يفعل فيه العقل ما يشاء، ويشرع ما يشاء فالاجتهاد في مفهومه الإسلامي ما هو إلا «فهم للشريعة، وتفريغ لما جاءت به، وتطبيق لهذه الأحكام المستقاة من الشريعة على الحياة البشرية» (78). ولا يمكن أن يستقل العقل الإنساني بالتشريع للحياة من خلال سنّ نظم الأخلاق والعبادات والمعاملات، لأنه عاجز عن الوفاء بشروط يجب توفرها عنده حتّى يكون مؤهلاً لتلك المهمة، وهذه الشروط هي (79):
1 ـ العلم بحقيقة الإنسان وتكوينه الروحي والجسدي معاً.
2 ـ العلم بحقيقة الشرّ والخير جملة وتفصيلاً.
3 ـ العلم اليقيني بما ستكون عليه الحياة البشرية مستقبلاً.
4 ـ تحرر العقل من قيود التأثر بالمؤثرات الخارجية.
ولا يتصور وجود هذه الشروط الأربعة في أي بشر كائناً من كان، فهذا مما اختص الله به فلا يدرك إلا عن طريق الوحي.تلك كانت النظرة السلفية للعقل ووظيفته، أما غير السلف فقد تفرقوا، وتاهت بهم الطرق، فمنهم من عطل العقل بالكلية، ومنهم من غالى فيه وجعله المصدر الأول للمعرفة، والحكم والقاضي في الأمور كلها. فمن الّذين عطلوا العقل طائفة من المتصوفة انصرفوا عن العقل واحتقروه، لما رأوا كثرة الجدال والمناظرة بالمتناقضات على أشدها بين أهل الكلام، واعتقدوا أن البله الّذين لا عقل لهم من الأولياء، وفضلوهم على متبعي طريق النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ، واعتمدوا في مذهبهم على حديثين ضعيفين، هما «اطلعت على الجنة فرأيت أكثر أهلها البُلْه» و«أكثر أهل الجنة البُلْه» (80). ولا حاجة إلى بيان بطلان مذهب هؤلاء، فأمرهم ظاهر، فهم لا يستندون إلى دليل نقلي ولا عقلي (81)، فالحديثان ضعيفان، وأما العقل فقد أبطلوه، وهذا مخالف للعقل نفسه الذي عرفنا فيما سبق أن له قيمته ومنزلته التي جعلها الله له في حياة البشر.
غلاة العقل :
أما الّذين غالوا في العقل وقدموه، فهم من يسمون «العقليين»، ويمثلهم بشكل واضح المعتزلة، والفلاسفة. والمعتزلة هم رواد هذا الاتجاه في التاريخ الإسلامي، فقد سبقوا سائر الفلاسفة المسلمين في الخوض في غمار العقل، وشاع إطلاق اصطلاح «المتكلمين» عليهم دون غيرهم من فرق المتكلمين (82)، وكان هدفهم من الاعتماد على العقل بيان أن ما جاء به الإسلام من أصول حق يتفق مع العقل الصريح وأدلته البرهانية (83)، وقد اعتمدوا في مذهبهم على الفلسفة اليونانية والمنطق الأرسطي على الرغم من محاولتهم اتخاذ منطق جدلي خاص بهم (84) فحكّموا العقل تحكيماً مطلقاً، ورفعوا من شأنه حتّى قالوا: «خلق العقل ليعرف، وهو قادر على أن يعرف كل شيء.. المنظور وغير المنظور» (85). وعلى هذا الأساس قدموا الأدلة العقلية على الأدلة الشرعية، فكذبوا الحديث الذي لا يتوافق مع العقل، وأولوا الآيات التي لا تتوافق مع مذهبهم وإن وضحت (86)، وقالوا إن العقل قادر على معرفة الحسن والقبيح، ولو لم يرد بهما الشرع، فعلى هذا «فالمعارف عندهم كلها معقولة واجبة بنظر العقل، وشكر المنعم واجب قبل ورود السمع، والحسن والقبيح ذاتيان للحسن والقبيح »(87).
فالعقل عندهم هو أساس المعرفة، بل هو المعرفة، وبناء عليه فإن الثواب والعقاب على الأفعال واجب عقلاً لا شرعاً (88) ودليل العقل عندهم هو الأساس في معرفة الله تعالى، فقد رفضوا أن يكون إيمانهم تقليداً، فعرضوا العقيدة على العقل أولاً، وأثبتوها عقلاً، وبعد ذلك تستخدم الأدلة المعرفية السمعية وهي الكتاب والسنة والإجماع.
ومن هنا نرى أن المعتزلة قد أخضعوا الدين لحكم العقل، وبذلك قدموه على النقل الصحيح، وارتفعوا به عن قدره الذي خلقه الله عليه، وهذا مخالف لما قررناه في أول الموضوع من أن العقل البشري بمحدودية إدراكه ومعرفته لا يستطيع الاستقلال عن الوحي في سنّ المنهج السليم للإيمان بأصول العقيدة الصافية أو الشريعة المثلى. ومن هنا نرى أن العقل له إطاره المحدود الذي لا يتجاوز النقل الصريح، أو يكون حاكماً عليه. أما الفلاسفة فقد خاضوا في العقل معتمدين على تأثير الفلسفة اليونانية، وخاصة تأثير أرسطو في حديثه عن العقل، ونقلوا تعريفات وتقسيمات اليونان للعقل إلى الثقافة الإسلاميّة، فاهمين تشجيع القرآن الكريم للعقل فهماً قاصراً، فاختلفوا في تقسيم العقول، وعددها، ووظيفة كل عقل، وحاولوا تفسير معنى «العقل الفعال» الذي هو عند الفلاسفة اليونان فوق العقل الإنساني، تفيض منه الصور على عالم الكون والفساد، فتكون موجودة فيه من حيث هي فاعلة. أما في عالم الكون فلا توجد إلا من حيث الانفعال (89). وقد وصفه أرسطو بصفات تسمو به عن عالم الإنسان، وعن العالم الطبيعي، فجعله الخالد وغيره من العقول قابل للفساد (90).
وقد حاول الفلاسفة المسلمون إيجاد تفسير لهذا العقل في الفكر الإسلامي، ومن أشهر هؤلاء الفلاسفة الّذين خاضوا في العقل: الكندي، والفارابي، وابن سينا، وابن رشد فيرى الكندي أن العقل الفعال هو العلة الحقيقية لكل معقول في الوجود (91)، بينما يرى الفارابي، وهو مؤسس نظرية الفيض والإشراق، أن العقل الفعال شيء خارج النفس، وأنه آخر العقول السماوية، ويسميه الروح الأمين، أو روح القدس، أو واهب الصور (92).
ويأتي ابن سينا ليقول: إن العقل الفعال قوة قدسية، وهي أعلى مراتب القوى الإنسانية، وهي تفيض على العقول البشرية فتحاكيها، وهذا ضرب من النبوة أو الوحي، في حين يجعل ابن رشد العقل الفعال مظهراً من مظاهر النفس ليس خارجاً عنها، فما هو إلا انتزاع المعاني وتجريدها، يقابله العقل المادي أو الهيولاني الذي هو استعداد لقبول المعاني، الذي جعله خالداً أزلياً ليمكنه الاتصال بالعقل الفعال الخالد (93).
ولا يخفى أن هؤلاء الفلاسفة قد ساروا خلف المفهوم اليوناني للعقل، وهو بالطبع مختلف عن المفهوم الإسلامي، ومشوب بعناصر وثنية مختلطة بعبادة للعقل، لذا جاءت نظرية العقل عندهم بعيدة عن التصور الإسلامي، وامتزجت بشيء من التصوف، والتعبير بالمصطلحات الدينية عن معان فلسفية، فأدى ذلك كله إلى اختلال المنهج الذي أفضى إلى اختلال التصور العقيدي، وخاصة شرح عملية الخلق وعملية المعرفة (94)، وهم يحاولون إيجاد منهج توفيقي بين الإسلام والفلسفة في الاعتراف بالنبوة والوحي، وإخضاعها لسلطان العقل، لكنهم ضلوا وانحرفوا، حيث جعلوا العقل المصدر الأول للحكم على كل شيء فهم يرون:
1 ـ أن الأصل الذي يصدر عنه العقل والوحي واحد هو الله أو العقل الفعال، ومن ثم ما يأتيان به واحد، فلا يمكن حصول تضاد بينهما فيما جاءا به من حقائق.
2 ـ أن مصدر الحقائق في الفلسفة هو عقل الفيلسوف، وفي الدين هو مخيلة النبي.
3 ـ أن ما يأتي عن طريق التخيل يكون على شكل رموز تغلف بها الحقيقة، من أجل عامة الناس الّذين لا يدركون الحقائق بشكلها المجرد كما يفهمها الفلاسفة فالاتفاق بين الفلسفة والشريعة إنّما هو اتفاق في الباطن المتخفي وراء الظواهر، ونتيجة لما سبق يتضح في منهجهم أن الفيلسوف لم يعد بحاجة إلى النبي لأنه يعرف حقائق الأمور بعقله في حين أن النبي يتخيلها بل إن النبي في زعمهم محتاج إلى الفيلسوف الباحث بعقله الحرّ ، ليعينه على تفسير بعض الحقائق (95).
هذا جانب من التخطيط الفلسفي الذي اعتمد على تقديس العقل، وجعله الأساس في كل شيء، إلى درجة أن هؤلاء قالوا إن الله هو العقل الفعال أو العقل المحض، وهذا اعتداء على مقام الإلوهية (96). وهكذا نرى أن الفلاسفة قد انزلقوا في متاهات العقل وبراهينه القاصرة عندما حاولوا تفسير أمور الغيب وما وراء الطبيعة التي لا مجال للعقل فيها إلا بهدي من الوحي السماوي، وبقيت أدلتهم مجرد تصورات عجزوا عن تطبيقها في عالم الوجود الواقعي. أقوال الليبراليين في هذا الجانب: يوسف أبا الخيل يزعم أن دعوى تعدد قراءات النص الواحد قد أصلها علي –رضي الله عنه- بينما القول بوجود قراءة واحدة للنص هو مذهب الخوارج!!ويقول أيضا:" إن أول خطوة في مكافحة العاصب الوسواسي للتعصب تكمن في تقديري في إصلاح مناهج المواد الدينية التي تقدم للناشئة في مراحل التعليم العام؛ بما يؤدي بها إلى أن تقدم مضمونا يعلم الطالب التفرقة بين النص الديني في ذاته المتعالية وبين قراءته البشرية، بحيث يتم (تعبئته) الذهنية الطرية الغضة بأن النص في ذاته كبنية متعالية هو واحد لا يتعدد ولا يتنسب (من النسبية)، أما قراءة
| |
|
شيماء المديرة
عدد المساهمات : 112 تاريخ التسجيل : 30/11/2010 العمر : 32
| موضوع: رد: بحث حول أهمية العقل وكيفية الحفاظ عليه من الكتاب والسنة للسنوات الثانية ثانوي الأربعاء ديسمبر 01, 2010 11:16 pm | |
|
وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاً هو أحب إلي منك، ولا أكملتك إلا فيمن أحب. أما إني إياك آمر، وإياك أنهي، وإياك أعاقب، وإياك أثيب»(17).
العقل بين منهج السلف ومنهج غيرهم:
لعلّ في حديثنا السابق بياناً للمنهج السلفي المعتدل، الذي يؤمن بالعقل مصدراً من مصادر المعرفة، ولكن لا يغالي فيه، ولا يرفعه فوق قدره الذي وضعه الله فيه، فيعرف أن هذا العقل نعمة أنعم الله بها على الإنسان، ليستعين بها على التحكم في أمور حياته، وينطلق من خلالها لإعمار الأرض التي جعله الله فيها خليفة ونعلم أن هذا العقل قاصر عن إدراك حقائق كونية، وأمور غيبية، فلا مجال له فيها، وعليه بالالتزام بالوحي السماوي. ولقد رأينا في الموضوعات السابقة أن القرآن الكريم يدعو إلى توظيف العقل والاستفادة منه في مجال الإيمان بالله وحده لا شريك له، وهذا الأمر وغيره من أمور العقيدة يعجز العقل أن يستقل بمعرفتها، فلابد من الوحي الإلهي ليهديه ويرشده.
ويتمثل موقف العقل السلفي في مجال العقيدة فيما يلي:
الاعتماد على الفطرة التي فطر الله الناس عليها، التي هي أساس الدين، لأنها تلجئ صاحبها إلى البحث عن الحق والالتزام به ﴿فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون﴾ (72)، فالفطرة تعني الإسلام كما هو مشهور في تفسير هذه الآية عند جمهور السلف (73)، فلذلك سمي الإسلام «دين الفطرة»، لأن الإنسان منذ خلقه الله مفطور على الإيمان بأن له خالقاً تجب عبادته وحده، ولكن مؤثرات البيئة تعرض له فتغير اتجاهه، وتطفئ نور الفطرة عنده، كما يدل على ذلك الحديث المشهور «كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه» (رواه البخاري ومسلم) (74)، وعندما يصيب هذه الفطرة ما يمنعها يتجلى دور الأدلة العقلية التي ورد بها الوحي في إيقاظها وتنبيهها إلى الحق، ويقف العقل أمام ما عرضه الوحي من قضايا عقيدية موقف المتلقي لها بوصفها هبة من الله، ويفهمها بقدر الطاقة البشرية، دون الإغراق في تعقل حقائقها، وتكييفها مما لا فائدة للعقل منه، بل يكون سبباً في ضلال الكثيرين (75).
أما مجال العقل في ميدان التشريع فيتحدد بما يلي:
* المعرفة الفطرية بالحسّ والقبح في الأفعال على سبيل الإجمال، أما التفصيل فمصدره الوحي، وعلى هذا يسهل تلقي التشريع الموحي به الله تعالى الذي يخاطب الفطرة المتفقة معه اتفاقاً تاماً (76).
* الاجتهاد، وهو إيجاد أحكام للقضايا المستجدة وفق ضوابط معينة من خلال دلالة النصوص الشرعية، وذلك باستخراج الحكم الشرعي من النص، ثم تطبيق هذا الحكم على الحياة البشرية، ولا يتصدّى لهذا العمل إلا المتميزون الّذين حدد السلف شروطهم وصفاتهم، فمن أهم ما يتصف به المجتهد: العلم بالعربية، والتعمق في علوم القرآن والسنة، والوقوف على التراث الفقهي والأصولي، ومعرفة مسائل الحياة العملية، وظروفها، وملابساتها، إلى غير ذلك من الشروط مما نراه مبثوثاً في كتب أصول الفقه (77).
وهنا نرى أن العق اتسع مجاله أكثر منه في ميدان العقيدة، فانطلق في باب الاجتهاد، ليوجد بعض الأحكام الجديدة، ولكن ينبغي أن نعلم أن الاجتهاد ليس عملاً حرّاً، يفعل فيه العقل ما يشاء، ويشرع ما يشاء فالاجتهاد في مفهومه الإسلامي ما هو إلا «فهم للشريعة، وتفريغ لما جاءت به، وتطبيق لهذه الأحكام المستقاة من الشريعة على الحياة البشرية» (78). ولا يمكن أن يستقل العقل الإنساني بالتشريع للحياة من خلال سنّ نظم الأخلاق والعبادات والمعاملات، لأنه عاجز عن الوفاء بشروط يجب توفرها عنده حتّى يكون مؤهلاً لتلك المهمة، وهذه الشروط هي (79):
1 ـ العلم بحقيقة الإنسان وتكوينه الروحي والجسدي معاً.
2 ـ العلم بحقيقة الشرّ والخير جملة وتفصيلاً.
3 ـ العلم اليقيني بما ستكون عليه الحياة البشرية مستقبلاً.
4 ـ تحرر العقل من قيود التأثر بالمؤثرات الخارجية.
ولا يتصور وجود هذه الشروط الأربعة في أي بشر كائناً من كان، فهذا مما اختص الله به فلا يدرك إلا عن طريق الوحي.تلك كانت النظرة السلفية للعقل ووظيفته، أما غير السلف فقد تفرقوا، وتاهت بهم الطرق، فمنهم من عطل العقل بالكلية، ومنهم من غالى فيه وجعله المصدر الأول للمعرفة، والحكم والقاضي في الأمور كلها. فمن الّذين عطلوا العقل طائفة من المتصوفة انصرفوا عن العقل واحتقروه، لما رأوا كثرة الجدال والمناظرة بالمتناقضات على أشدها بين أهل الكلام، واعتقدوا أن البله الّذين لا عقل لهم من الأولياء، وفضلوهم على متبعي طريق النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ، واعتمدوا في مذهبهم على حديثين ضعيفين، هما «اطلعت على الجنة فرأيت أكثر أهلها البُلْه» و«أكثر أهل الجنة البُلْه» (80). ولا حاجة إلى بيان بطلان مذهب هؤلاء، فأمرهم ظاهر، فهم لا يستندون إلى دليل نقلي ولا عقلي (81)، فالحديثان ضعيفان، وأما العقل فقد أبطلوه، وهذا مخالف للعقل نفسه الذي عرفنا فيما سبق أن له قيمته ومنزلته التي جعلها الله له في حياة البشر.
غلاة العقل :
أما الّذين غالوا في العقل وقدموه، فهم من يسمون «العقليين»، ويمثلهم بشكل واضح المعتزلة، والفلاسفة. والمعتزلة هم رواد هذا الاتجاه في التاريخ الإسلامي، فقد سبقوا سائر الفلاسفة المسلمين في الخوض في غمار العقل، وشاع إطلاق اصطلاح «المتكلمين» عليهم دون غيرهم من فرق المتكلمين (82)، وكان هدفهم من الاعتماد على العقل بيان أن ما جاء به الإسلام من أصول حق يتفق مع العقل الصريح وأدلته البرهانية (83)، وقد اعتمدوا في مذهبهم على الفلسفة اليونانية والمنطق الأرسطي على الرغم من محاولتهم اتخاذ منطق جدلي خاص بهم (84) فحكّموا العقل تحكيماً مطلقاً، ورفعوا من شأنه حتّى قالوا: «خلق العقل ليعرف، وهو قادر على أن يعرف كل شيء.. المنظور وغير المنظور» (85). وعلى هذا الأساس قدموا الأدلة العقلية على الأدلة الشرعية، فكذبوا الحديث الذي لا يتوافق مع العقل، وأولوا الآيات التي لا تتوافق مع مذهبهم وإن وضحت (86)، وقالوا إن العقل قادر على معرفة الحسن والقبيح، ولو لم يرد بهما الشرع، فعلى هذا «فالمعارف عندهم كلها معقولة واجبة بنظر العقل، وشكر المنعم واجب قبل ورود السمع، والحسن والقبيح ذاتيان للحسن والقبيح »(87).
فالعقل عندهم هو أساس المعرفة، بل هو المعرفة، وبناء عليه فإن الثواب والعقاب على الأفعال واجب عقلاً لا شرعاً (88) ودليل العقل عندهم هو الأساس في معرفة الله تعالى، فقد رفضوا أن يكون إيمانهم تقليداً، فعرضوا العقيدة على العقل أولاً، وأثبتوها عقلاً، وبعد ذلك تستخدم الأدلة المعرفية السمعية وهي الكتاب والسنة والإجماع.
ومن هنا نرى أن المعتزلة قد أخضعوا الدين لحكم العقل، وبذلك قدموه على النقل الصحيح، وارتفعوا به عن قدره الذي خلقه الله عليه، وهذا مخالف لما قررناه في أول الموضوع من أن العقل البشري بمحدودية إدراكه ومعرفته لا يستطيع الاستقلال عن الوحي في سنّ المنهج السليم للإيمان بأصول العقيدة الصافية أو الشريعة المثلى. ومن هنا نرى أن العقل له إطاره المحدود الذي لا يتجاوز النقل الصريح، أو يكون حاكماً عليه. أما الفلاسفة فقد خاضوا في العقل معتمدين على تأثير الفلسفة اليونانية، وخاصة تأثير أرسطو في حديثه عن العقل، ونقلوا تعريفات وتقسيمات اليونان للعقل إلى الثقافة الإسلاميّة، فاهمين تشجيع القرآن الكريم للعقل فهماً قاصراً، فاختلفوا في تقسيم العقول، وعددها، ووظيفة كل عقل، وحاولوا تفسير معنى «العقل الفعال» الذي هو عند الفلاسفة اليونان فوق العقل الإنساني، تفيض منه الصور على عالم الكون والفساد، فتكون موجودة فيه من حيث هي فاعلة. أما في عالم الكون فلا توجد إلا من حيث الانفعال (89). وقد وصفه أرسطو بصفات تسمو به عن عالم الإنسان، وعن العالم الطبيعي، فجعله الخالد وغيره من العقول قابل للفساد (90).
وقد حاول الفلاسفة المسلمون إيجاد تفسير لهذا العقل في الفكر الإسلامي، ومن أشهر هؤلاء الفلاسفة الّذين خاضوا في العقل: الكندي، والفارابي، وابن سينا، وابن رشد فيرى الكندي أن العقل الفعال هو العلة الحقيقية لكل معقول في الوجود (91)، بينما يرى الفارابي، وهو مؤسس نظرية الفيض والإشراق، أن العقل الفعال شيء خارج النفس، وأنه آخر العقول السماوية، ويسميه الروح الأمين، أو روح القدس، أو واهب الصور (92).
ويأتي ابن سينا ليقول: إن العقل الفعال قوة قدسية، وهي أعلى مراتب القوى الإنسانية، وهي تفيض على العقول البشرية فتحاكيها، وهذا ضرب من النبوة أو الوحي، في حين يجعل ابن رشد العقل الفعال مظهراً من مظاهر النفس ليس خارجاً عنها، فما هو إلا انتزاع المعاني وتجريدها، يقابله العقل المادي أو الهيولاني الذي هو استعداد لقبول المعاني، الذي جعله خالداً أزلياً ليمكنه الاتصال بالعقل الفعال الخالد (93).
ولا يخفى أن هؤلاء الفلاسفة قد ساروا خلف المفهوم اليوناني للعقل، وهو بالطبع مختلف عن المفهوم الإسلامي، ومشوب بعناصر وثنية مختلطة بعبادة للعقل، لذا جاءت نظرية العقل عندهم بعيدة عن التصور الإسلامي، وامتزجت بشيء من التصوف، والتعبير بالمصطلحات الدينية عن معان فلسفية، فأدى ذلك كله إلى اختلال المنهج الذي أفضى إلى اختلال التصور العقيدي، وخاصة شرح عملية الخلق وعملية المعرفة (94)، وهم يحاولون إيجاد منهج توفيقي بين الإسلام والفلسفة في الاعتراف بالنبوة والوحي، وإخضاعها لسلطان العقل، لكنهم ضلوا وانحرفوا، حيث جعلوا العقل المصدر الأول للحكم على كل شيء فهم يرون:
1 ـ أن الأصل الذي يصدر عنه العقل والوحي واحد هو الله أو العقل الفعال، ومن ثم ما يأتيان به واحد، فلا يمكن حصول تضاد بينهما فيما جاءا به من حقائق.
2 ـ أن مصدر الحقائق في الفلسفة هو عقل الفيلسوف، وفي الدين هو مخيلة النبي.
3 ـ أن ما يأتي عن طريق التخيل يكون على شكل رموز تغلف بها الحقيقة، من أجل عامة الناس الّذين لا يدركون الحقائق بشكلها المجرد كما يفهمها الفلاسفة فالاتفاق بين الفلسفة والشريعة إنّما هو اتفاق في الباطن المتخفي وراء الظواهر، ونتيجة لما سبق يتضح في منهجهم أن الفيلسوف لم يعد بحاجة إلى النبي لأنه يعرف حقائق الأمور بعقله في حين أن النبي يتخيلها بل إن النبي في زعمهم محتاج إلى الفيلسوف الباحث بعقله الحرّ ، ليعينه على تفسير بعض الحقائق (95).
هذا جانب من التخطيط الفلسفي الذي اعتمد على تقديس العقل، وجعله الأساس في كل شيء، إلى درجة أن هؤلاء قالوا إن الله هو العقل الفعال أو العقل المحض، وهذا اعتداء على مقام الإلوهية (96). وهكذا نرى أن الفلاسفة قد انزلقوا في متاهات العقل وبراهينه القاصرة عندما حاولوا تفسير أمور الغيب وما وراء الطبيعة التي لا مجال للعقل فيها إلا بهدي من الوحي السماوي، وبقيت أدلتهم مجرد تصورات عجزوا عن تطبيقها في عالم الوجود الواقعي. أقوال الليبراليين في هذا الجانب: يوسف أبا الخيل يزعم أن دعوى تعدد قراءات النص الواحد قد أصلها علي –رضي الله عنه- بينما القول بوجود قراءة واحدة للنص هو مذهب الخوارج!!ويقول أيضا:" إن أول خطوة في مكافحة العاصب الوسواسي للتعصب تكمن في تقديري في إصلاح مناهج المواد الدينية التي تقدم للناشئة في مراحل التعليم العام؛ بما يؤدي بها إلى أن تقدم مضمونا يعلم الطالب التفرقة بين النص الديني في ذاته المتعالية وبين قراءته البشرية، بحيث يتم (تعبئته) الذهنية الطرية الغضة بأن النص في ذاته كبنية متعالية هو واحد لا يتعدد ولا يتنسب (من النسبية)، أما قراءة
| |
|
شيماء المديرة
عدد المساهمات : 112 تاريخ التسجيل : 30/11/2010 العمر : 32
| موضوع: رد: بحث حول أهمية العقل وكيفية الحفاظ عليه من الكتاب والسنة للسنوات الثانية ثانوي الأربعاء ديسمبر 01, 2010 11:18 pm | |
|
ضرورة استغلال العقل:فعلى الإنسان أن يعرف عظمة هذه النعمة التي فضل بها وارتفع عن حضيض الحيوانية، ويستغلها لصلاحه وسعادته، في جميع أموره وشؤونه المتعلقة به، والدخيلة في سعادته وشقائه وخيره وشرّه. ويربأ بنفسه عن التخلي عنها والهبوط إلى مستوى الحيوان أو ما دونه، ثم يزيد عليه بتحمل التبعة والتقريع واللوم، ثم الندم حيث لا يغني ولا ينفع.
ضرورة إعمال العقل في أمر الدين:هذا وبعد أن اتضحت أهمية العقل، فحيث كان الدين من أهمّ شؤون الإنسان التي يمر بها تقرير مصيره ـ في سعادته وشقائه وخيره وشرّه في دنياه وآخرته ـ كان أفضل عون له في أمره عقله، فهو الطريق الأول له. وبه تقوم حجته ويصل إليه. ولذا سبق التأكيد عليه في الكتاب المجيد والسنّة الشريفة. [b]وفي حديث هشام بن الحكم عن الإمام الكاظم(عليه السلام) قال: «يا هشام إن لله على الناس حجتين: حجة ظاهرة، وحجة باطنه. فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة(عليهم السلام). وأما الباطنة فالعقول»(15). وفي حديث عبد الله بن سنان عن الإمام الصادق(عليه السلام): «قال: حجة الله على العباد النبي، والحجة فيما بين العباد وبين الله العقل»(16). والظاهر أن مراده(عليه السلام) أن الأنبياء(عليهم السلام) تختص حجتهم بوظيفتهم، وهي التبليغ عن الله تعالى. أما العقل فهو الحجة في الأمور الباقية، من إثبات وجود الله عز وجل، وحاكميته، ووجوب طاعته، وإرساله الأنبياء، وصدقهم في دعوى الرسالة من قبله تعالى، وغير ذلك مما يكون مورداً للحساب والمسؤولية بينه وبين عباده، فهو الدعامة الكبرى، والقطب الذي عليه المدار، وإليه ترجع الأمور. وقد سبق الحديث عن النبي(صلى الله عليه وآله): أنه لا دين لمن لا عقل له. ويتجلى ذلك في العرض ـ الحقيقي أو التمثيلي ـ الذي تضمنه حديث محمد بن مسلم عن الإمام الباقر(عليه السلام) قال: «لما خلق الله العقل استنطقه، ثم قال له: أقبل، فأقبل، ثم قال له: أدبر، فأدبر. ثم قال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاً هو أحب إلي منك، ولا أكملتك إلا فيمن أحب. أما إني إياك آمر، وإياك أنهي، وإياك أعاقب، وإياك أثيب»(17). وحديث الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين(عليه السلام): «قال: هبط جبرائيل على آدم(عليه السلام) فقال: يا آدم إني أمرت أن أخيرك واحدة من ثلاث، فاخترها، ودع اثنتين. فقال له آدم: يا جبرائيل وما الثلاث؟ فقال: العقل والحياء والدين. فقال آدم: إني قد اخترت العقل. فقال جبرائيل للحياء والدين: انصرفا ودعاه. فقالا: يا جبرائيل إنا أمرنا أن نكون مع العقل حيث كان. قال: فشأنكما. وعرج» الفرق بين الفكر والتفكير: 1- الفكر هو كل ما يحتاجه الناس في حياتهم اليوميّة كالاختراعات العلمية و الإنتاج الأدبي وما إلى ذلك من الأمور. 2- أمّا التفكير فهو التساؤل عن الأشياء، مصدرها، منبعها، مصيرها،... وقد ورد التفكير في القرآن الكريم في عدّة آيات: أ. (أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثمّ تتفكّروا)، "سورة سبأ آية 46" ب. (قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكّرون)، "سورة الأنعام آية 50" ج.(والذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكّرون في خلق السماوات والأرض)، "سورة آل عمران آية 191" د. (إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يتفكرون)، "سورة الزمر آية 402" وإذا أمعنّا التدقيق في هذه الآيات نجد أنّ التفكير قد يأتي أحياناً بمعنى العبادة كما في سورة "آل عمران الآية 19"، والعبادة لا تصح إلا من عاقل و الإمامة لا تصح إلا لعاقل، وقد أكّد الله تعالى على شرط العقل في آية تحريم الخمر إذ قال(يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة و أنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون)، "سورة النساء آية 43". وكما كل شيء بحاجة لرعاية وتنمية كذلك العقل. وتنمية العقل تكون بالتفكّر كما أسلفنا، وتكون بالمعرفة من خلال المطالعة والمناقشة والاستماع إلى أهل العلم وحضور مجالسهم. وكما تحتاج النبتة إلى تربة صالحة وسماد صالح، كذلك يحتاج العقل إلى العلم النافع فإنَّ من العلم ما قد يضر ويورد صاحبه شرَّ التهلكة ويجر على البشرية الويلات، فمخترع القنبلة الذرية عالِم واسع الآفاق متنوّر العقل لكنّه لم يستعمل عقله نحو الخير ولكن سخّره في سبيل الشر فكانت مجزرة هيروشيما وكذلك الكثير من الاختراعات. لذلك يجب معرفة سُبُل الاستفادة من العقل و طاقاته حتى لا تنحرف العقول نحو الأسوأ وحتى لا تُستغّل إمكانياتها في سبيل الشيطان. ما بين الحركة و العقل: وللعقل في فكرنا الحركي دورٌ كبير، فالحركة لم تلتزم فكراً جامداً ولم تنجر وراء فكر الزعيم، ولكنها اعتمدت زعامة الفكرة المبنية على الإيمان المنبثقة من القرآن الكريم والسُنَّة النبوية الشريفة وأحاديث الأئمة عليهم السلام. إنَّ الإنسان المنظّم بشكلٍ عام وابن أمل بشكل خاص يجعل من العقل صفة ملازمة لضبط السلوك وزينة لتصرف واعٍ في مستوى المسؤولية الملقاة على إنساننا تجاه تشعبات العلاقات الإنسانية. إن الإنسان يوزن بعقله لا بثيابه وشكله، فالعقل وراء الألفاظ بأنواعها والأفعال بأنواعها تلك النعمة التي علينا التسلح بها قبل أيِّ سلاح، حيث قيل:"عدوٌ عاقل خيرٌ من صديقٍ جاهل"، فكيف إذا كان الأخ والصديق عاقلاً مؤمناً واثقاً وأخيرا نقول : إن أصحاب العقول النيرة والطيبة والمؤمنين بالله يعمرون الأرض ويقيمون الحضارات شرط أن يكون تفكيرهم مدرك وواعي لأنهم يوقفون سبيل الخرافات والتفاهة ويبقى العلم هو المسيطر والقائد . وبالعقل السليم ضمن الجسم السليم تبنى الأمم وتزدهر الحياة .إن صناعة الإنسان العاقل المؤمن الخير والصادق والفاعل في المجتمع هي أعظم صناعة والعقل هو القائد والموجه ومحور هذه الصناعة وكلما تحضر الإنسان علم أهمية هذه الصناعة فان العقل شجرة من أحسن الشجر والصبر ثمرة من أحسن ثمار هذه الشجرةقال المولى تعالى:(فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب.) صدق الله العظيم
الخاتمـــــة : أشياء تقوي العقل : قال رسول الــلّــه صلى الــلّــه عليه و آله و سلم : "إن الــلّــه عز و جل خلق العقل من نور مخزون مكنون في سابق علمه التي لم يطّلع عليه نبي مُرسل و لا ملك مُقرّب , فجعل العلم نفسه , و الفهم روحه , و الزُهد رأسه , و الحياء عينيه , و الحكمة لسانه , و الرأفة همّه , و الرحمة قلبه , ثم حشاه و قوّاه بعشرة أشياء : باليقين و الإيمان و الصدق و السكينة و الإخلاص و الرفق , و العطية و القنوع و التسليم و الشكر , ثم قال عز و جل : أدبر فأدبر , ثم قال له : أقبل فأقبل , ثم قال له : تكلم فقال : الحمد لله الذي ليس له ضد و لا ند و لا شبيه و لا كفؤ و لا عديل ٌ و لا مثل . الذي كل شيء لعظمته خاضع ذليل , فقال الرب تبارك و تعالى : و عزتي و جلالي ما خلقت خلقاً أحسن منك و لا أطوع لي منك و لا أرفع منك و لا أشرف منك و لا أعز منك , بك أؤاخذ , و بك أعطي , و بك أُوحدّ , و بك اُعبد , و بك اُدعى , و بك أرجى , و بك اُبتغى , و بك أخاف , و بك اُحذر , و بك الثواب , و بك العقاب , فخرّ العقل عند ذلك ساجداً فكان في سجوده ألف عام فقال الرب تبارك تعالى : ارفع رأسك و سل تُعط , و اشفع تشفّع. فرفع العقل رأسه فقال : إلهي أسألك أن تشفّعني فيمن خلقتني فيه فقال الــلّــه جلّ جلاله لملائكته : أشهدكم أنّي قد شفّعته فيمن خلقته فيه."
من كل ما سبق نرى أن القرآن الكريم يتحدث عن العقل في مقام التعظيم، والتنبيه إلى وجوب العمل به، وكرر الحديث عنه في أطواره ووظائفه المختلفة، فعمّ الخطاب القرآني كل ما يتسع له الذهن الإنساني من خاصة، أو وظيفة عقلية (27). والهدف دائماً هو توظيف العقل والاستفادة منه في الخروج بنتيجة واحدة، هي الإيمان التام بالخالق المتفرد بالجلال والعظمة، عندما يجب إفراده بالعبادة والخضوع له، وعدم عصيانه في أي حال من الأحوال. مراجــع البحث: 1ـ الاتجاه العقلي في مشكلة المعرفة عند المعتزلة: مهدي حسن أبو سعدة، دار الفكر العربي، القاهرة، الطبعة الأولى، 1413 هـ: 1993 م. 2 ـ إسلامية المعرفة، المعهد العالي للفكر الإسلامي، 1416 هـ. 3 ـ بنية العقل العربي، د. محمّد عابد الجابري، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، الطبعة الثانية، 1987. 4 ـ التعريفات: علي بن محمّد الجرجاني، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1403 هـ. 5 ـ التفكير فريضة إسلامية: عباس محمود العقاد، نهضة مصر للطباعة والتوزيع، د. ط، د.ت. 6 ـ تكوين العقل العربي: د. محمّد عابد الجابري، توزيع المركز الثقافي العربي للنشر والتوزيع، بيروت، الطبعة الثالثة، 1987. 7 ـ دائرة معارف القرن العشرين: محمّد فريد وجدي، دار المعرفة، بيروت، لبنان، الطبعة الثالثة، 1971. 8 ـ العقل وفهم القرآن: الحارث بن أسد المحاسبي، تحقيق حسين القوتلي، دار الكندي، دار الفكر، الطبعة الثالثة، 1402 هـ: 1982. 9 ـ مصادر المعرفة في الفكر الديني والفلسفي: د. عبد الرحمن بن زيد الزنيدي، مكتبة المؤيد، الرياض، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، الطبعة الأولى، 1412 هـ: 1992م. 10 ـ المعجم الفلسفي: د. جميل صليبا، دار الكتاب اللبناني، بيروت، مكتبة المدرسة، بيروت، 1982. 11 ـ المعجم الفلسفي: د. مراد وهبه: د. ناشر، الطبعة الثالثة، 1979.12 ـ معجم مقاييس اللغة: لأبي الحسين أحمد بن فارس، تحقيق: عبد السلام هارون، مكتبة الخانجي بمصر، الطبعة الثالثة، 1403: 1981م.13 ـ منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير: د. فهد بن عبد الرحمن الرومي، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى 1401 هـ: 1981م.14 ـ موسوعة الفلسفة: د. عبد الرحمن بدوي، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، الطبعة الأولى، 1984. 15 ـ نظرية المعرفة بين القرآن والفلسفة: د. راجح عبد الحميد الكردي، مكتبة المؤيد، الرياض،
الــفـــهــــرس: 1ـ مقــــدمـــــة. 2ـ مفهوم العقل./ ما العقــــل؟ 3ـ العقل العقيدة و الشريعة. ـ القرآن هو المنطلق الأول لتنمية الفكر الإنساني. ـ العقل هو أداة معرفة الله. ـ النص الشرعي. 4ـ بعض النصوص عن أهمية العقل في الكتاب و السنة. 5ـ العقل بين منهج السلف و منهج غيرهم./غلاة العقل. 6ـ أقوال بعض اللبراليين. 7ـ نظرة الإسلام للعقل. 8ـ الإسلام وحرية العقل. 9ـ كيف ميز الإسلام العقل؟ 10ـ العقل منشأ المسؤولية دائما. 11ـ وظيفة العقل. 12ـ إخفاق العقل في القيام بوظيفته. 13ـ ضرورة استغلال العقل. 14ـ ضرورة إعمال العقل في أمر الدين. 15ـ الفرق بين الفكر و التفكير. 16ـ ما بين الحركة و العقل. 17ـ الخاتمة . ـ أشياء تقوي العقل . [/b] 18ـ مراجع البحث. | |
|
اكرم عضو ذهبي
عدد المساهمات : 372 تاريخ التسجيل : 26/11/2010 العمر : 29 الموقع : https://sniwacom.yoo7.com
| موضوع: رد: بحث حول أهمية العقل وكيفية الحفاظ عليه من الكتاب والسنة للسنوات الثانية ثانوي السبت ديسمبر 11, 2010 8:58 pm | |
| بارك اله وجزاك الله خيرا يا شيماء الف شكرا كلي يا متالقة | |
|
ندير مشرف
عدد المساهمات : 57 تاريخ التسجيل : 13/12/2010
| موضوع: رد: بحث حول أهمية العقل وكيفية الحفاظ عليه من الكتاب والسنة للسنوات الثانية ثانوي الإثنين ديسمبر 20, 2010 9:29 pm | |
| بارك الله فيك يا اختي علي مجهوداتك الجبارة شكرا لك | |
|